24-02-2025 12:02 PM
بقلم : د. محمد عبد الحميد الرمامنة
لدى العديد من الإباء اعتقاد أن فرض قوانين صارمة أو الحد من استخدام الأجهزة الذكية هو السبيل الأمثل لحماية أطفالهم من الإدمان الرقمي. ومع ذلك تظهر الدراسات إلى أن هذه الأساليب تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يمكن أن تزيد من فضول الأطفال ورغبتهم في استخدام هذه الأجهزة بعيدًا عن رقابة الأهل وفي دراسة نشرتها “المجلة الأكاديمية للأبحاث والنشر العلمي"، تبيّن أن الأطفال الذين يتعرضون لأساليب تربية صارمة قد يظهرون مستويات أعلى من الإدمان على الأجهزة الذكية هذا يؤكد أن الحرمان الكامل قد يدفع الأطفال للبحث عن طرق سرية لاستخدام هذه الأجهزة، مما يزيد من تعلقهم بها.
من جهة أخرى يلعب سلوك الوالدين دورًا محوريًا في تشكيل عادات أطفالهم الرقمية، تفيد الأبحاث إلى أن الأطفال يميلون إلى تقليد سلوكيات والديهم فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا. ومن الأمثلة على ذلك إذا كان الوالدان يقضيان وقتًا طويلاً أمام الشاشات، فمن المحتمل أن يتبنى الأطفال نفس السلوك، لذلك يُعتبر تقديم نموذج إيجابي في التعامل مع التكنولوجيا أمرًا بالغ الأهمية مع التركيز على أن استخدام الأجهزة كوسيلة لتهدئة الأطفال قد يكون له آثار سلبية.
ووفقًا لدراسة نُشرت في صحيفة "ذا تايمز"، فإن استخدام الأجهزة اللوحية لتهدئة الأطفال الغاضبين قد يؤدي إلى زيادة نوبات الغضب لديهم على المدى الطويل، هذا الاستخدام المفرط للتكنولوجيا كأداة لتهدئة المشاعر قد يعيق تطوير الأطفال لمهارات التنظيم الذاتي الضرورية.
يكمن الحل الأمثل في تحقيق توازن ذكي في استخدام التكنولوجيا بدلاً من فرض قيود صارمة، يُنصح بتوجيه الأطفال نحو استخدام هادف وإبداعي للتكنولوجيا، مع تحديد أوقات محددة للاستخدام، كما يُشجع على تخصيص وقت للعائلة بعيدًا عن الشاشات لتعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي تجنبا للعزلة، هذا النهج يساعد الأطفال على تطوير علاقة صحية مع التكنولوجيا، حيث يتعلمون كيفية استخدامها كأداة للتعلم والإبداع بعيدا عن الإفراط الذي قد يؤدي إلى الإدمان، ختاما التكنولوجيا ليست العدو، بل إن سوء استخدامها هو التحدي الحقيقي. من خلال تقديم نموذج إيجابي وتوجيه واعٍ، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على تطوير عادات رقمية صحية ومتوازنة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-02-2025 12:02 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |